س: سادْغُورو، لدينا الكثير من الإلهاءات اليوم - الهواتف الجوّالة، فيس بوك ، وات ساب ... كيف يُمكن التأمُّل في هذه الحالة؟
 


سادْغُرو: إذا كنت تعتقد أنّ هاتفك هو إلهاء، تخيّل أنّك جالس مثل Adiyogi في جبل Kailash، دعنا نقول بحرارة خمس عشرة درجة مئوية تحت الصّفر! هذا تشتيت أكثر بكثير. الهاتف الجوّال هو لراحتك. الغرض من تمكين أنفسنا منْ الناحية التكنولوجيّة هو جعل أنشطتنا أسهل والارتِقاء بحياتنا. إذا قمت بإنجاز عملك بسرعة أكبر، يجب أنْ يكون لديك المزيد من الوقت للتأمُّل.

الغرض من تمكين أنفسنا منْ النّاحية التكنولوجيّة هو جعل أنشطتنا أسهل والارتِقاء بحياتنا. 


قد تتذكّر كيف كان مُتعِبًا (مُملًا) إجراء مكالمة هاتفية خارجيّة  قبل عقدين من الزّمن في الهند. في التسعينيّات، عندما كنّا نقوم ببناء مؤسسة "إيشا" من أُسُسها، كنت دائمًا على الطّريق السريع، أقود من مدينة إلى أخرى. مرّة واحدة في الأسبوع تقريبًا، كنت بحاجة لإجراء حوالى خمسين إلى مائة إتّصال إلى جميع أنحاء البلاد وخارجها. عندما كنت أُقرّر أنّ "اليوم هو يوم مكالماتي"، كنت أتوقف في بلدة أصغر أو قرية عند أحد هذه الأكشاك الزرقاء مكتوب عليها  "STD" بأحرف كبيرة وعريضة.

بدايةً، أقوم بمنح مالك المكان بضعة آلاف من الرّوبيّات. ثم أبدأ بإجراء إتّصالاتي. كانت أصابعي تؤلمني من طلب الأرقام، بحلول الوقت الّذي أكون قد انتهيت فيه من كلّ هذه الإتصالات، وواقع الأمر أنّني ومنصّة الهاتف الأسود، وجب علينا أنْ نكون في هذا الكشك الرّهيب، لم يكن الأمر ممتعًا أيضًا. اليوم، لا يتوجّب عليّ حتّى الاتصال يدويًا - إذا ذكرت اسمًا ، سيُجري الهاتف الاتصال نيابةً عنّي.
 


التذمُّر من الرّاحة

بدلًا من الاستمتاع بهذه الرّاحة، فأنت تتذمُّر منها. تصبح قضيّة لأنّك إذا بدأت بفعل شيء ما، فأنت لا تعرف متى تتوقّف - حتّى مع أبسط الأشياء. إذا بدأت في تناول الطعام، فأنت لا تعرف متى تتوقف. المشكلة ليست في ما نملك منْ وسائل الرّاحة - المشكلة هي الإفتقار إلى الوعي. الأشياء الّتي يجب أن تكون حلًّا للإرتقاء بحياتنا وجعلها سهلة، نحولها عنْ جهلٍ إلى مشكلة.

إذا كنت لا تعبث بالعالم أكثر من اللّازم، فسيكون النّاس سعداء بك الآن.
هل من الممكن الجلوس بسكون مع أزيز ال وات ساب المُستمر؟ نعم - يمكنك أنْ تُطفئ الهاتف. سوف يستمر العالم على ما يرام دون تدخّلك. سوف تدرك هذا إذا أطفأت هاتفك الآن. إذا أدركت ذلك الآن، فسوف تفعل الكثير من الأشياء بتحسّس أكبر.

إذا كنت لا تعبث بالعالم أكثر من اللّازم، فسيكون النّاس سعداء بك الآن. إذا كنت تعبث به كثيرًا، فسيكون النّاس سعداء عندما تموت. إنّه خيارك. عندما أغادر أي مكان، أحاول بشكل عام عدم إبلاغ أي أحد، لكن بطريقة ما، سيأتي حفنة من النّاس إلى المطار. لا أنفكّ أقول لهم: "لماذا أنتم سعداء للغاية لأنّني سأرحل؟" ثم يبدؤون  بالبكاء. أنا أقول ، "لا، لا، لا بأس. أفهمكم". الخيار لك - إمّا أنْ تنتظر أنْ يبتهج النّاس عندما تموت، أو أنْ تنشُر البهجة الآن.

ملاحظة المحرّر: Isha Kriya هي عبارة عن تأمّل مجّاني عبر الإنترنت يمكن أن يحوّل حياة أي شخص يرغب في الاستثمار به بضع دقائق في اليوم. جرّب!

A version of this article was originally published in Isha Forest Flower May 2017. Download as PDF on a “name your price, no minimum” basis or subscribe to the print version.