ما يجب عليك فعله لتحيا حياةً أفضل
ما الذي يتطلبه الأمر كي تعيش بشكلٍ أفضل؟ يقول سادغورو إنّ الأمر لا يتعلق بزيادة همومك الحياتيّة. ربما يكون بعض الناس قادرين على المضيّ في هذا العالم الماديّ بكلّ راحةٍ، ولكنّ الطريقة الوحيدة للتحوِّل الحقيقيّ لهذا الكوكب هي أنْ يفهم جميع سكَّانه أنّ الرفاهية لا تأتي ممّا نمتلكه، بل من داخلنا.
سؤال: تحياتي، سادغورو. كنت قد قلت أنّه يجب علينا أنْ نسقط مقولة ”ماذا عنّي“ من حساباتِنا، ولكنْ كلّ فعلٍ أقوم به في حياتي يكون لمصلحتي بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة، حتّى وإنْ حاولت إسقاط تلك المقولة من حساباتي، فلن يعدو الأمر عن كونه لزامًا عليّ حتّى أعيش بطريقةٍ أفضل. فما العمل حيال هذا؟
سادغورو: هذا سؤالٌ محسوبٌ للغاية! قلت أنّك تريد أنْ تعيشَ بشكلٍ أفضل. لقد رأيت سيدةً، وكنت أعرفها جيّدًا في ذلك الوقت، وكانت ترغب في الذّهاب إلى مكانٍ ما في إحدى الأمسيات، وكانت تقف أمام خزانة ملابسها المُنَمَّقة، وتبكي وتعضُّ أناملها من شدّة حيرتها بشأن ما ينبغي أنْ ترتديه في ذلك اليوم. قلت لها: ”الأمر بسيطٌ للغاية. يجب التخلِّي عن كلّ هذه الثياب والاحتفاظ بسبعةٍ فقط. يوم الأحد كذا، يوم الاثنين كذا، الثلاثاء كذا ... “
أنا لا أعني أنّ الجميع يجب أنْ يكون لديهم سبعة أطقمٍ فقط من الثياب. كل ما أقوله هو أنّه إذا تمكنت من المضيّ بكل راحةٍ عبر ما هو ماديّ في هذا العالم، فلا بأس. ولكن إذا كنت ستحمل العالم الماديّ فوق رأسك، فتمتلك كلّ ما تلمسه، فإنَّك لن تعيشَ بشكلٍ أفضل.
كيف حالك؟
هناك أدلةٌ علميّةٌ دامغةٌ على هذا الكلام. ففي عملية الارتقاء ذاتها، وحدها المخلوقات الّتي تعلَّمتْ كيفية التعاون والتفكير في صالحِ بعضهم البعض ازدهرت. أمَّا تلك الّتي فكَّرت فقط، ”لابد أنْ أبقى على قيد الحياةِ بأيّ ثمن“، لم تستطعْ النّجاة. وبمرور الوقتِ، لَقِيت حتفها. إذا نظرت حولك، سترى النّاس الّذين يفكِّرون، ”يجب أنْ أحصل على هذا، ويجب أنْ أحصل على ذاك،“ قد يحصلون على الكثير من الأشياء، لكنَّك لن ترى البهجةَ على وجوههم.
يُمكنك أنْ تمتلك أشياءَ كثيرة وتحتار فيما ترتدي أو تستخدم كلّ يوم. ويمكنك حتّى أنْ تمتلك شيئًا واحدًا أو لا شيء على الإطلاق، ولكنّك تنعَم بما في داخلك. فأيّهما أفضل طريقةً للعيش؟
إنّ كلّ ما تمتلكه مستخرجٌ من الأرض، وللأسف في عالم اليوم، معظم النّاس يعتقدون أنّ العيش الأفضل هو أنْ يستخرجوا كلّ شيء من هذه الأرض ويحملوه فوق رؤوسهم، بحيث إذا كَسَرَ أحدُهم نافذةً في بيتٍ ما، كُسرت قلوبهم معها. فالعيش الأفضل لا يعني استخراج كلّ ما في باطن الأرض وحمله فوق رأسك، فهذا يحدث عندما تذهب إلى القبر. فبعد مماتك، سوف ينهال التّراب على رأسك ولكن المفترض في حياتك أنْ تسيرَ فوق الأرض، لا أنْ تحملها فوق رأسك.
الارتقاء من أجلنا ومن أجل الأرض
لابدّ أنْ نرتقي بأفكارنا حولَ الطريقة الفُضلى للحياة، من أجلنا ومن أجل الأرض. فإنّنا حتّى ننقذ الأرض، نستمر بقول لابدّ أنْ تستخدم هذا النّوع من الوقود، ولابدّ أنْ تقود السيّارات الكهربائية وكلّ هذه الأشياء. فهذه كلّها تعديلاتٌ صغيرة. أمّا إذا كنت تسعى بحقٍّ للوصول إلى التحوّل البيئي للأرض في الجيل الحالي، فلا مفرّ من تحوّل سكّانها جميعًا إلى باحثين روحانيّين.
يجب أنْ يفهمَ النّاس أنّ العيش الأفضل لا يَكْمُنُ فيما يملكونه ولكن يكْمُن في ماهيتهم، فإذا استوعبوا هذا الأمرَ جيّدًا وبدؤوا يعيشون بهذه الطريقة، فلا توجد مشكلةٌ. حتّى لو بلغ عددهم عشرة مليارات، وهو الّذي نتوقعه بحلول 2050، فلن تكون هناك مشكلة طالما فَهِمَ النّاس أنّ العيش الأفضل هو ما أنت عليه في داخلِ نفسِك، وليس ما تملكه من أشياءَ.
Editor’s Note: The ebook “Inner Management”, contains more of Sadhguru’s wisdom on opening up a new dimension that frees us from external influences. Set "0" in the price field to download for free.