الهدف من كارما يوغا في رحلة الساعي
يبحث سادغورو في السبب الذي قد يجعل الفعل ضروريًا في مرحلة معينة من نمو الساعي، وكيف أن الخيار الذي لدينا هو أن نَحكُم أو نخدُم من خلال الفعل.
![](https://static.sadhguru.org/d/46272/1635529493-1635529492194.jpg)
السؤال: سادغورو، كيف يمكنني أن أتجاوز الفعل أو كارما يوغا؟ شخصيًّا، ليس لدي أيّ رغبة في فعل أيّ شيء. أشعر وكأنني أنجرف نحو حالةٍ من عدم الفعل.
سادغورو: متى جعل الشخص من الحقيقة المطلقة الهدف في حياته، يُصبح الفعل بلا معنى. متى أصبح الفعل بلا معنى، فنوع الصورة الذاتية لا يعود له أهمية كبيرة؛ ولكن الآن، في الحالة التي أنت فيها، لا تزال هناك حاجة للفعل. لم تصل بعد إلى نقطةٍ حيث تجاوزتَ الفعل. حاليًا، لا يمكنك أن تكون بدون فعل. لذا، قم بتنفيذ نوع الأفعال الذي تعتقد أنه الأفضل الآن وقُم بما يتطلّبه الموقف.
أن تَحكُم أم تخدُم – ما هو اختيارك؟
هل تود أن تحكُم العالم أم تود أن تخدُم العالم؟ في نهاية المطاف، هذا هو الخيار. عادةً، الجميع يريدون أن يحكموا العالم. ولكن فقط لأن معظم الناس فاترون، لا يكون بوسعهم حُكم إلّا عائلاتهم! لكن ما يريدونه حقًا هو حُكم العالم. لكن ليس لديهم المقدرة أو الاتقاد للقيام بذلك. وإلا لكانوا هتلر محتملاً.
لذا، الخيار هو أن نحكُم أو أن نخدُم. اختر نوع الفعل الذي تعتقد أنه أكثر انسجامًا وأقرب إلى القدسيّة والتحقّق. وفي كلّ لحظة، قم به باتّقادٍ هائل، دون أخذ استراحة واحدة. وسيأتي يوم لن تكون هناك حاجة إلى الفعل. إذا كنت تريد حقًا أن تعرف "عدم الفعل" هذا، فيجب عليك أولاً أن تكتشف ما هو الفعل. أنت لم تفعل ذلك بعد. في كل لحظة يقظة، وحتى في نومي، أنا أواصل دون توقف هذا العمل المتمثل في تقديم نفسي جسديًا وفكريًا. ومن هذا المنطلق فقط، حدث كل هذا في حياتي. لقد أصبحتْ قوية جدًا لأنها ببساطة لا تعني لي شيئًا، لكنني أواصل أربعًا وعشرين ساعة. هذا لديه نوع مختلف من القوة. ذلك هو المعنى الكامل للتضحية. مِن هذا فقط، سيحدث شيء آخر لا يمكن وصفه بالكلمات - في الداخل والخارج.
هكذا يتم خلق كل فرد قوي في هذا العالم. هذا هو علم خلق كائن قوي حقًا. قوةٌ ليس من أجل الحُكم. قوةٌ لا يمكن أن تُنتزَع في أي لحظة. لا يمكن لأحد أن ينتزعها، لأنه أينما تم وضعكَ، هذا ما تفعله. إذا أردت أن تحكم، عليك أن تجلس على الكرسي. إذا قام شخص ما بسحبك من على الكرسي، فستشعر بالتعاسة. هذه ليست كذلك. أينما كنتَ - في الجنة أو الجحيم - فإنك تقوم بفعلك وحسب. هذا يحررك من ثمرة الفعل. بمجرد أن تتحرر من ثمرة الفعل، سيحدث الفعل من تلقاء نفسه. لن يكون عليك أن تتوقف عن الفعل لتتحرر من الفعل. فهو سيزول ببساطة ويذوب ويختفي. متى تخلّصت من توقّع ثمرة الفعل تمامًا من حياتك، فالفعل سيحدث من تلقاء نفسه. لا داعي لتفعل أي شيء حيال ذلك.
"لا عمل، لا طعام"
في أحد أديرة الـ"زن"، كان هناك معلمٌ عجوزٌ تجاوز الثمانين من عمره. كلّ يوم، كان يعمل من كلّ قلبه في الحدائق. في أديرة الـ"زن"، تعد البستنة أحد أهم أجزاء السادانا. يومًا بعد يوم، يقضي الناس وقتًا في الحديقة. كان هذا المعلّم يفعل هذا لسنوات. وقد تجاوز الثمانين الآن، فبات ضعيفًا، لكنه لم يتوقف. كان يعمل طوال اليوم في الحديقة. حاول تلامذته عدة مرات أن يثنوه قائلين: "توقف عن العمل، نحن جميعًا هنا، نحن سنفعل ذلك". لكنه استمر في فعل ما في وسعه. ربما قدرته على العمل بدنيًا قد انخفضت، لكن اتّقاده لم ينخفض.
إذًا، في أحد الأيام، أخذ التلامذة أدواته وأخفوها في مكان ما، لأنه كان يعمل بهذه الأدوات فقط. في ذلك اليوم لم يأكل. وفي اليوم التالي، مجددًا لم يكن هناك أدوات، لذلك لم يأكل. اليوم الثالث أيضًا، ما من أدوات؛ فلم يأكل. عندها، شعروا بالخوف، "أوه! لأننا أخفينا الأدوات، فهو غاضب. ولا يأكل." ومرة أخرى، أرجعوا الأدوات إلى مكانها الإعتياديّ. وفي اليوم الرابع عملَ وأكلَ. وفي المساء ألقى تعليمه: "لا عمل، لا طعام"، ثم رجع ومن ثمّ توفّي. كان ذلك اليوم الأخير. وكانت أيام الصيام الأربعة ثقيلة عليه؛ لكن في اليوم الأخير الذي عمل فيه، أكل، ثم غادر جسده، وأعطى هذا التعليم: "لا عمل، لا طعام". بالنسبة لهذا النوع من الرجال، العمل يكون هكذا: إنْ في النار أو السماء أو على الأرض، فأينما تم وضعه هو كما هو. متى أصبحتَ هكذا، سيتم تحريرك من الوضع الخارجي.
بمجرد إغماض عينيك، لن يتم إطلاق سراحك. ففي اللحظة التي تفتحهما، سيعود كل شيء ويلحق بك. إذا هربت وجلست على الجبل، فلن تصبح حراً. يجب أن يتم حل الأمر. هذه هي طريقة الحل.