هل تتعارض الكارما مع الاحتوائية؟
يُجيب سادغورو عن تساءل "كانجانا رانوت" عمّا إنْ كان الهدف من تحطيم "قيود الكارما" يتعارض مع قدرة الفرد على أنْ يكون"احتوائيًّا ومُنخرطًا".
كانجانا رانوت: سادغورو، أنت تقول أنّه يجب علينا أنْ نحاول تحطيم "قيود الكارما"، ولكن في الوقت نفسه تحثُّ الناس على أنْ يكونوا احتوائيين ومُنخرطين في كلّ ما يفعلونه. فكيف يمكن لهذين الأمرين أنْ يتواجدا معاً؟
سادغورو: ناماسكارام، كانجانا. كيف لك أنْ تري شيئًا من التناقض في هذين الأمرين؟ الكارما تعني الذاكرة المتبقية لكلّ الأشياء التي نقوم بها؛ جسديًّا وفكريًّا وعاطفيًّا وطاقيًّا. بمعنى آخر، إنها نوعٌ معينٌ من البرامج اللاواعية التي تُنشئِينها. إنّها كميّة معيّنة من الذاكرة التي تتحكم بحياتك على مستويات متنوعة.
https://www.youtube.com/watch?v=cXr01UBdfw4
هناك "الذاكرة الجسدية"، و"الذاكرة النفسية"، و"الذاكرة العاطفية"، ومستويات من "الذاكرة الطاقية"، فكلّ هذه الأشياءُ مجتمعةً يمكن أنْ تُسيطر على حياتك إنْ سمحت لها بذلك. إنّ الذاكرة -مهما كانت كبيرة- هي محدودةٌ، إنّها حدودٌ محدودة.
لذا فإنّ الكارما هي حدودٌ محدودةٌ، ولكن ضمن تلك الحدود المحدودة، تكون الكارما مفيدةً جدًا. فهي تُسهل العديد من الأشياء. إنها تجعلك تلقائيًا إلى حدٍ كبير، بحيث يمكنك الاستجابة للعديد من الأشياء بلا جهد.
ومع ذلك، عندما تريد التوسُّع تكون الحدود مشكلة. على سبيل المثال، إنْ قُمت فقط برسم حدودٍ حول منزلك، فعندما تُريد التوسُّع يكون الأمر سهلاً للغاية، ما عليك سوى تخطي الحدود. لكن لنفترض أنّ هناك تهديداتٌ معينةٌ لوجودك وبقائك، حينها ستقوم ببناء حِصْنٍ منيعٍ من حولك.
سوف تشعر بالأمان عندما تكون هناك تهديدات، ولكن إذا لم يكن هناك أيّ تهديدٍ لحياتك بأيّ شكلٍ من الأشكال، فمن الطبيعي أنْ ترغب في التوسُّع. عندما تريد التوسُّع، فإنّ تحريك هذا الجدار الضخم وتوسيع حدودك سيُصبح أمرًا صعبًا للغاية. فعلى الأرجح، لن تتوسّع ببساطة، وذلك بسبب الجدار.
وبالمثل، فإنّ "الذاكرة الكارمية" هي جدارٌ معيّنٌ قُمت بتثبيته. يجب أنْ تُرخيه وأنْ تجلب "الاحتوائيّة" إلى نظامك. "الاحتوائيّة" ليست فكرةَ أنْ نكون "ودودين" مع الجميع. إنّ طبيعة الوجود هي "الاحتوائية".
بينما أنت موجودٌ هنا، فإنّ ما تزفره الشجرة، أنت تستنشقه. وما تزفره أنت، تستنشقه الشجرة. لكن معظم البشر ليسوا مدركين أنّ هذا التبادل جارٍ. إنْ كُنت واعٍ بهذا التبادل، فإنّ مجرد تجربة الجلوس هنا والتنفس، ستكون رائعةً للغاية ومليئةً بالنشوة. أما إنْ كُنت غيرَ واعٍ، فأنت ما تزال تتغذى بالأكسجين الذي تطلقه الشجرة، إلا أنك تُفوّت عليك التجربة.
"الاحتوائيّة" لا تعني أنّ عليك القيام بشيءٍ مختلف. بل أنك صرت فقط واعيًا لطبيعة الوجود، فما يحدث للشجرة وللتربة يحدث لك كذلك، ما تظن أنّه "نفسي" هو ليس في الواقع إلا التربة التي تمشي عليها. لذا فإنّ "الاحتوائيّة" ليست شيئًا يتعيّن عليك القيام به، إنّ طبيعة الوجود هي "الاحتوائيّة"، عليك فقط أنْ تعيها. الكارما هي طبيعة وجودك الفردي. عليك أنْ تصير واعيًا بحدود قيودك الكارمية. إنْ تحلّيت بهذا الوعي، فالباقي ستتولاه الحياة نفسها.